يا شباب، سمعوني شوي.. الكلام اللي بقوله لكم اليوم من القلب، حكي عن شي يقرب لقلوبنا كلنا: الحنين للوطن. فيه ناس تقول "ياخي، شو هالحنين الزايد؟"، لكن صدقوني، إحساسه غير. أنا شخصياً عشته، وعشت معاه مواقف ما أنساها طول عمري.
كنت مسافر، بعيد عن أرضنا الطيبة، عن ريحة التمر والقهوة العربية الصباحية، عن ضحك الأهل والأصحاب. أيامها كنت أحس إني في صحراء لا حياة فيها، مهما كانت الأماكن حلوة، مهما كانت فرصة العمل مغرية، ما قدرت أستمتع فيها. كل شي يذكرني بالوطن، حتى أغنية موال سمعتها صدفة في مكان غريب، خلت دموعي تنزل بدون ما أحس.
أذكر مرة كنت ماشي في شارع زحمة، والناس كلها متزاحمة عادي، لكن أنا حسيت بضيق رهيب، حنين مو طبيعي. تخيلوا، اشتقت لزحمة الأسواق في الرياض، لصوت الباعة اللي يبيعون التمر والبقلاوة، لأصوات السيارات اللي تعزف بأغانيها اللي تذكرني بزمان. شي غريب، صح؟ لكن هذي هي قسوة البعد.
الحل؟ مافيه حل سحري، لكن فيه أشياء ساعدتني أتعامل مع هالحنين. أول شي، التواصل مع الأهل والأصحاب. مكالمة واحدة مع أمي، أو دردشة قصيرة مع أصدقائي كانت تخفف عني الكثير. ثاني شي، التعلق بالذكريات. كنت أفتح الصور والفيديوهات القديمة، أذكر نفسي بأوقاتنا الحلوة في الحدائق، على شواطئ الجبيل، في مناسباتنا الخاصة. كنت أقرأ قصائد الشعراء اللي تكلمت عن الوطن، كأنها ترجمت مشاعري كلام.
وأهم شي، كنت أحاول أركز على الأهداف اللي جيت عشانها. كنت أقول لنفسي: "أنا هنا عشان مستقبلي، عشان أرجع لوطني وأكون أفضل". هذا أعطاني دافع أكبر لأتحمل صعوبة البعد.
والحقيقة، الحنين ما راح يختفي تماماً، لكن تعلمت أتعايش معاه، أشوفه علامة على قوة علاقتي بوطني، على جمال بلدي اللي ما يتنسى. فـ يا شباب، إذا حسيتوا بأي حنين، لا تخجلوا، هو شيء جميل، هو دليل على أنكم تملكون قلباً حنوناً ووطناً غاليًا. خلوه دافع لكم، وليس عائقاً.
Tleeb زيارة موقع
زيارة دليل الجامعات
الصفحة الرئيسية