يا هلا بالشباب،
اليوم جاني استفسار من واحد من أصدقائي اسمه "فهد"، وهو مبتعث في كندا. يقول لي: "يا أخي، الحياة جايبة لي ضغوط، وكل يوم أقول بكرا بس أبدأ أتعلم شوية عن الحياة هنا، لكن ما أدري من وين أبدأ. عندك أي نصيحة؟"قلت له: " يا فهد، أنا مرّيت بنفس الوضع، وأعرف شعورك. لكن صدقني، الحياة هنا غير. تحتاج تخوض التجربة بنفسك."فهد كان يعاني من كثر الأشياء الجديدة عليه. اللغة، الثقافة، وحتى الأكل. يوم جاء، حسّ إنه مغترب مو بس عن بلده، لكن عن نفسه كمان. فقلت له: "خلها على الله، وابدأ بالأساسيات."نصيحتي الأولى كانت: "تعرّف على الناس. جرب تطلع مع شباب سعوديين، أو حتى مع كنديين. أغلبهم يحبون يتعرفون على ثقافات جديدة."فهد جرب يروح فعاليات محلية، ولقى أجواء حلوة. قعد يتحدث مع ناس من مختلف الجنسيات، وكل واحد له قصة. هنا، لقى نفسه يبتسم أكثر وبدأ يشعر براحة نفسية.وفي أحد الأيام، اتصل لي وهو متحمس: "تدري، قابلت وحدة كندية اسمها 'جولي'، كانت تحب المطبخ السعودي، وسوت لي عشا سعودي! جربت الكبسة، وصارت تسألني عن أكلتنا!"يومها، حس فهد إنه لأ، مو بس مبتعث، لكن جزء من المجتمع الجديد. بعدين بدأت تجربته تنفتح أكثر. صار يسجل في دورات، يتعلم أشياء جديدة، حتى إنه دخل نادي رياضي. يقول لي: "والله لو تدري كم الفرق صار فيني، من أول ما كنت كئيب والآن، أطلع وأشوف الحياة!"فهد تعلم إنه التكيف مو بس مع دراسته، بل مع كل تفاصيل الحياة. وكل ما عاش التجربة، كل ما زادت ثقته بنفسه.فإذا أنت مبتعث أو تفكر تسافر، تذكر: كل يوم هو فرصة جديدة. جرب، استمتع، وتعلم. الحياة حلوة، وكل تجربة تعطيك درس.